ترجمة وإعداد بشير شريف البرغوثي
هذا الكتاب
ليس مهمًا ان نرصد الممارسات الصهيونية الحاقدة ضد شعبنا الاعزل الا من إيمـانه بعدالة قضيته، ذلك ان المعاناة شكلت على مدى نيف واربعين عاما، زاد الفلسطينيين اليومي، ورغم مرارتها، فقد كانت ثمنا لا بد وان يدفعه كل فرد في هذا الشعب وصولا الى الهدف المنشود… الحرية والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني… الذي تحكي كل ذرة فيه قصة نضال شعب، حوّل الحجر الى سهام ملتهبة تكوي جباه الغاصب، الذي استمرأ الوضع الراهن آنذاك…
ليس مهمًــا، ان ننـظم جداول بأسمـاء الشهـداء والجرحى والمعتقلين، أو المشردين الذين طالت معاول الهدم الصهيونية منازلهم، او امتدت يد الشر لمصادرة ارضهم، ذلك ان هؤلاء ليسوا سوى الكوكبة الاولى على الطريق الطويلة ونفق الظلام الذي بددته مشاعل السواعد الفتية والغضة دون ان تحسب للموت حسابا مخترقة قلب الاحتلال.
وهل تحتاح الحقائق الناصعة الى شهادات مشفوعة بالقسم؟ سؤال لا نحسبه بحـاجة الى اجابة، اللهم الا اذا اردنا ان نخاطب دعاة الحرية والديمقراطية، في العالم، الذي اسقط في يده، وهو يرى واحة الحرية في الشرق الاوسط <<إسرائيل>> على حقيقتها، دون رتوش، وقد نزع جيشها القناع، وكشر عن انيابه، فلم يبق من الحرية والديمقراطية الا المواضيع الانشائية الزائفة…
<<قمع شعب>> كتاب صادر بالانجليزية، عن مؤسسة <<الحق>> القانون في خدمة الإنسان، وهو وان وثق احداثا تنتهك حقوق الانسان، من خلال الميدان مباشرة، فان العاملين في المؤسسة، لم يكونوا قادرين قطعا على توثيق كل الاحداث، التي لا تعد ولا تحصى وظلت في دائرة المجهول…
بشـير شريف البـرغـوثـي، مترجم الكتاب، وان سعى الى ترجمة امينة لمادة الكتاب، بيد انه لم يترك حيثياته صماء، حيث انطقها بمداخلاته، وتقديمه، وجعل من الارقام الواردة فيه، حكايات تفضي الى حجم المعاناة، بقدر ما تعزز الامل بالنصر المحقق، وبذلك يكون قد جمع بين العاطفة والموضوعية، في كتاب لا نشك في انه سيحظى باهتمام القارئ العربي الذي سيجد فيه ما يفيد.
دار الجليل للنشر