بقلم بشير شريف البرغوثي
يرد في معجم الوبستر أن كلمة Culture دخلت اللغة الإنجليزية في القرن الخامس عشر الميلادي، بمعنى التحضير والإعداد للزراعة، ثم تعددت وجوه استخدامها حول المعرفة والذائفة في الفنون والعلوم من دون تدريب مهني ولا مهارات فنية (Webster 1999: 282).
أما في لسان العرب فقد ورد مصطلح الثقافة و جذره واشتقاقاته قبل اللغة الإنجليزية بما لا يقل عن عشرة قرون
ومع تراجع استعمال المصطلح العربي، فقد أصبح المفهوم العربي للثقافة يدور مع المفاهيم المستخدمة للكلمة الإنجليزية بحسب استعمالها في تلك اللغة وليس بحسب معانيها العربية، إلى أن أصبح هناك مئات التعاريف المفاهيمية والإجرائية للثقافة نجدها مبثوثة في الرسائل الجامعية ولكن أيا منها لا يعرض المفهوم العربي الأصيل للثقافة.
أما في اللسان العربي فإن المعنى الإصطلاحي للثقافة يتطابق مع المعنى الحرفي لها، حيث نجد في لسان العرب أن”ثقف الشيء ثِقافاً… حزّمه، وثَقِف تعني حاذق فطن، وهو لقف ثقف… أي ثابت المعرفة لما يحتاج إليه، والثقافة العمل بالسيف، والثقافة ما يسوى به الرمح من آلة حديداً كانت أم خشباً، وثقفه أي وجده وظفر به” والرمح “المثقف” هو المجهز والُمقّوم للاستعمال على أفضل وجه!!.
أي أن الثقافة هي البحث، التحصيل، واستعمال المعرفة، والخبرات المتحصلة في ما ينفع وما يحتاج إليه البشر، وهي ليست وقفاً على مجرد الإطلاع على النظريات، بل هي صنعة إنتاج الأدوات اللازمة للبقاء والحياة!، بوعي وأستعداد وأداء ” قويم”.