الكتاب بحق فريد من نوعه؛ اذ انه يكاد يكون الوحيد في الساحة الفلسطينية ومكتباتها الذي يوثق لسيرة ومسيرة مسؤول او قائد بهذه المنهجية العلمية الرصينة ذات الادوات والاساليب الحديثة، ووفق احدث اجراءات قياس الاداء القيادي المعاصر، وهذا ما يمنح هذه الدراسة ميزة النهج الجديد والاضافة النوعية، وقد احسن الكاتب في استخدام ذلك الأسلوب واعتماده نهجا في بحثه، وهو ما اضفى قيمة نوعية واسهامة فذة تتوائم مع طبيعة الشخص النموذج موضوع هذه الدراسة(ماجد ابو شرار).
تجربة ماجد الرائدة كان لابد لها من دراسة رائدة ومتميزة كالتي بين يدينا، فلدينا القائد والسيرة النموذج المتمثلة للعيان بماجد ابو شرار، ولدينا قلم استطاع باقتدار وتفاني وبكل الق ان يخط الحروف ويحسن صياغة الكلمات وتركيب الجمل المتناثرة ليصوغ من كل ذلك دراسة محكمة متكاملة نجحت بلملمة تلابيب ماجد كمشروع وطني نهضوي وكنموذج.
ورغم شح المصادر والمراجع إلا النذر اليسير من الذكريات والشهادات والمقابلات المبعثرة هنا وهناك عن ماجد إلا ان الكاتب نجح باقتدار في تجاوز تلك العقبات، لا بل والقفز بنا نحو عوالم جديدة من الادراك والمعرفة شكلت لنا افقا جديدا سمح لنا بسبر اغوار ماجد اكثر وفهمه في اطار متكامل بعيدا عن الشعاراتية واحاديث الانشاء وخطب الرثاء.
الكتاب مهم ورائع ويشكل اضافة كبيرة للمكتبة الفلسطينية والعربية، ولن نتكلف كثيرا من العناء لنكتشف تلك الشخصية الفريدة لماجد النموذج، وايضا لن نتكلف كثيرا من العناء لنكتشف ذلك الجهد الجبار والمتقد والناضج المبذول من قبل الكاتب لاخراج هذا الكتاب الى حيز الوجود.
مهند طلال الاخرس
ان الكاتب بما جاد به واتحف عقولنا ورفوف مكتباتنا، انجانا ولو الى حين من عذاب الضمير تجاه ماجد النموذج والمدرسة، فهذه تحسب للكاتب في مجاله الوطني والاخلاقي، وليس هذا فحسب، بل هذه الطريقة والنهج الجديد في الدراسة والقدرة الجميلة على الحصول على المستخلصات وتحديد الكلمات المفتاحية لاي نص والقدرة على الاستنباط واستنطاق النص بما فيه وبما يحمل ويحتمل دون تشويه او تنميط او قولبة لعمل فريد قل نظيره وهي تحسب للكاتب ايضا وتسجل له في مشروعه المهني وتشير الى تميزه على مجيليه واقرانه قليلي الانتماء والوفاء من هواة المديح والرثاء.
الحوار المتمدن-العدد: 6548 – 2020 / 4 / 27 – 11:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات